بيتمواردالمدوناتحلول التطبيب عن بعد لكبار السن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حلول التطبيب عن بعد لكبار السن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

فريق المشروع: أ.د شيرين حسين، د. محمد سلامة، جلال أبو الدهب

تعتبر مصر الدولة العربية الأكثر سكانًا بمعدل نمو يبلغ 2.2% سنويًا، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 151 مليونًا بحلول عام 2050 (Colliers 2017). بالإضافة إلى ذلك، تتخلف مصر من حيث كمية ونوعية الرعاية الصحية حيث لم يتجاوز عددها 1.5 سرير لكل 1000 شخص، و3.2 طبيب و3.6 ممرضة في عام 2014. ووفقا لشركة أليانز كير، يتكون نظام ومؤسسات الصحة العامة العامة من معدات قديمة وطوابير طويلة وعدم كفاية ويعزى ذلك في المقام الأول إلى انخفاض استثمارات الدولة في القطاع الصحي الذي يمثل 1.51 تريليون طن من الناتج المحلي الإجمالي. ونتيجة لعدم كفاية نسبة الأطباء إلى المرضى والرعاية الطبية المتدنية، فإن الحجم السكاني المتزايد باستمرار يعني أنه سيكون هناك دائمًا طلب متزايد على خدمات البنية التحتية الصحية والطبية. 

الآن، أكثر من أي وقت مضى، في أعقاب فيروس كورونا (COVID-19)، يجد الأفراد من جميع أنحاء مصر أنفسهم محرومين من الوصول إلى الرعاية الطبية بالمعايير المطلوبة. يتم إعاقة وصولهم إلى المتخصصين والأطباء والمتخصصين في الرعاية الطبية بسبب انتشار المرض والاحتياطات مثل حظر التجول على مستوى الولاية. إن انخفاض إمكانية الوصول إلى جانب رداءة نوعية الرعاية الطبية المتاحة في مصر يجعل من الأهمية بمكان تقديم بديل جديد قابل للتطبيق لاختراق السوق الانتهازية.

ونتيجة لذلك، يظهر التطبيب عن بعد والتكنولوجيا الصحية كحلول قابلة للتطبيق لتقديم رعاية طبية أكثر ملاءمة وعند الطلب، وخاصة في المناطق المحرومة والمكتظة بالسكان. وهذا، كبديل للاستشارات الطبية التقليدية، يخفف من تكاليف السفر والجهد الإضافي المطلوب لكل من المرضى والمتخصصين للالتقاء في الوقت الفعلي. علاوة على ذلك، سيمتلك المرضى القدرة على الوصول إلى الأطباء في أي وقت وفي أي مكان مما يشكل بديلاً مدمرًا للمشهد الطبي حيث يمكن إجراء العيادات والاستشارات الافتراضية عبر الإنترنت. سيتم إجراء التشخيص الشامل من قبل مجموعة من الأطباء المعتمدين في جميع المجالات الملتزمين بتوفير رعاية فائقة للمرضى.

علاوة على ذلك، تعتبر مصر سوقًا متناميًا لمستخدمي الهواتف الذكية وفقًا لما اقترحته مؤسسة البيانات الدولية (IDC)، حيث وجدت أن شحنات الهواتف المحمولة إلى مصر بلغت 14.9 مليون وحدة في عام 2019 وحده، منها 72% عبارة عن هواتف ذكية. وهذا يعني أن قدرة المستخدمين في جميع أنحاء مصر على الاتصال بالتطبيب عن بعد والتواصل عبر السحابة تتزايد بشكل كبير. معلومة أخرى مثيرة للاهتمام هي حقيقة أن 81.1% من جميع الهواتف الذكية كان حجمها 6 بوصات أو أكبر، وهي فرصة رائعة للمرضى لعرض وإدارة جميع الملفات الشخصية الطبية والرعاية الصحية عن بعد بسهولة.

بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أجرينا استطلاعًا تجريبيًا يتضمن ثلاثة أسئلة بسيطة لقياس السوق. تم إرسال الاستبيان إلى 500 فرد. يعتقد غالبية المشاركين أن تطوير منصة إلكترونية للرعاية الصحية أمر في غاية الأهمية.

كان السؤال الأخير هو السؤال الأكثر توجهاً بشكل مباشر من الاستبيان بأكمله. لقد ساعد في قياس وجهة نظر المشاركين حول أي مجموعة من السكان في أمس الحاجة إلى منصة التطبيب عن بعد هذه. وكما هو متوقع، حصل كبار السن على نسبة كبيرة من الردود التي تظهر أن نقاط البيع الفريدة للنظام ستكون مفيدة وفعالة للمجتمع.

لقد أجرينا أيضًا مقابلات مع ستة متخصصين في المجال الطبي لفهم الآثار العملية لمثل هذا النموذج. لقد حددنا فكرة أولية عن الاستخدام والوظيفة المحتملة لحل التطبيب عن بعد، المخصص لكبار السن في المنطقة.

قمنا بتنظيم هذه الوظائف في أربع فئات:

كشف (موعد طبيب لأول مرة):

هذا كشف ستتضمن مشاورات أولية وكاملة قصيرة مع الأطباء عبر مكالمة فيديو على المنصة. سيكون هذا بمثابة فرصة للمريض للتواصل مع الطبيب لطلب مساعدته وشرح أعراضه وتقديم المشورة. 

استشارة (استشارة حول الفحص):

هذا إستشارة سيكون بمثابة استشارة تعود على اللقاءات السابقة مع الطبيب سواء كانت جسدية أو من خلال خدمة كشف. سيكون هذا اجتماعًا قصيرًا للتأكيد على تحديثات حالة المريض والأدوية المحتملة من الآن فصاعدًا. 

روشيت (وصفة طبية): 

هذا روشتة سيكون بمثابة ملخص للاستشارة عبر الإنترنت لتزويد المريض بتشخيص الطبيب. وفي الوقت نفسه، سيشمل ذلك جميع الأدوية والوصفات الطبية التي أوصى بها الطبيب. متاح في أي وقت، ويتم حفظه في ملف تعريف المريض الفريد الخاص بك.

So2al (اسأل طبيبك):

توفر هذه الميزة للأطباء القدرة على طرح أي سؤال طبي يرغبون فيه. سيسمح هذا بعد ذلك للأطباء ذوي الخبرة الآخرين في هذا المجال بالرد. سيتمكن الأطباء أيضًا من مشاركة المقالات والحقائق والتطورات في تخصصهم. يمكن للمرضى البحث من خلال So2al علامة التبويب لتعلم أشياء جديدة كل يوم. 

تشير هذه الدراسة التجريبية إلى الحاجة إلى منصة للتطبيب عن بعد موجهة نحو خدمة كبار السن ومقدمي الرعاية لأسرهم. لن يؤدي إنشاء مثل هذه المنصة إلى تقليل حاجز الوصول لأولئك غير القادرين على الوصول إلى الرعاية الطبية شخصيًا فحسب، بل من المرجح أن يفتح فرصًا جديدة لتعزيز كفاءة النظام الصحي. إن دمج الملفات الطبية والتاريخ الكامل للمريض والسجل الطبي الشامل سيساعد المتخصصين الطبيين في تشخيص المرضى بشكل أكثر دقة وفي مرحلة مبكرة. ستكون منصة التطبيب عن بعد لكبار السن وسيلة مبتكرة لتحسين حياة المرضى ببضع نقرات.  

+ المشاركات

المؤسس والمدير
شيرين حسين هو أستاذ سياسة الرعاية الصحية والاجتماعية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي (LSHTM)، المملكة المتحدة.
أسست شيرين شبكة Menarah في عام 2019، بمنحة أولية من صندوق أبحاث التحدي العالمي، UKRI. وهي خبيرة في علم السكان الطبي ولديها خبرة في الشيخوخة وديناميكيات الأسرة والهجرة وأنظمة الرعاية الطويلة الأجل. تتعاون شيرين بانتظام مع الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي في السياسات والأبحاث التي تركز على الشيخوخة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حصلت شيرين على شهادتها الجامعية في الإحصاء ودرجة الدراسات العليا في علوم الكمبيوتر من جامعة القاهرة. حصلت على درجة الماجستير في الديموغرافيا الطبية من كلية لندن للصحة والدكتوراه في الديموغرافيا الكمية والدراسات السكانية من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، المملكة المتحدة.

+ المشاركات

معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مصر

أنشأ الدكتور محمد سلامة أول وحدة لعلم الأعصاب الترجمي في مصر. أدت أبحاث محمد التعاونية إلى إنشاء الشبكة المصرية للاضطرابات العصبية التنكسية (إند). تم اختيار محمد كباحث أول في SOT Global في عام 2013 وحاصل على جائزة الترجمة/التجسير في عام 2016. وقد حصل على جائزة من مؤسسة باركنسون واضطرابات الحركة (PMDF) لأبحاثه المستمرة في مجال التنكس العصبي.

ومؤخراً، نجح محمد وزملاؤه في صياغة النسخة الأولى مرجع الجينوم المصري والتعاون مع زملاء آخرين لبدء مجموعة وطنية (دراسة طولية للشيخوخة الصحية المصرية [الصحة]). حاليًا، يشغل محمد منصب زميل أول في أتلانتيك للمساواة في صحة الدماغ في المعهد العالمي لصحة الدماغ (GBHI) وأستاذ مشارك في معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC).

arArabic