بيتمواردالمدوناتنحو تطوير رعاية المسنين المنزلية في مصر: إشراك كبار السن لتعزيز...

نحو تطوير رعاية المسنين المنزلية في مصر: إشراك كبار السن لتحسين نوعية الحياة

مقدمة

يتزايد عدد سكان العالم من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق بسرعة، وتشهد مصر اتجاهًا معتدلًا للشيخوخة، كما ذكرت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) ذكرت. في حين أن رعاية كبار السن في مصر يُنظر إليها تقليديًا على أنها مسؤولية عائلية، فإن التغيرات المجتمعية، بما في ذلك الهجرة وزيادة مشاركة الإناث في العمل، تشكل تحديًا لقدرة الأسر على توفير الرعاية طويلة الأجل. علاوة على ذلك، سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على أهمية الرعاية المنزلية لكبار السن، وشددت على الحاجة إلى تطوير أنظمة دعم شاملة ومستدامة. يعرض هذا المقال نتائج دراسة متعددة الأساليب أجريت في القاهرة عام 2021، مع التركيز على الأصول والتحديات والتوصيات لتطوير رعاية المسنين المنزلية في مصر مع إشراك كبار السن لتحسين نوعية الحياة.

فهم المشهد الحالي

في مصر، يفضل كبار السن التقدم في السن بسبب العوامل الثقافية والوصم المرتبط بالرعاية المؤسسية. ومع ذلك، هناك نقص في البيانات الدقيقة حول توزيع كبار السن عبر أنواع مختلفة من الرعاية. وفقا للإحصاءات المتاحة، توفر دور رعاية المسنين المسجلة في مصر أقل من 0.05% من كبار السن الرعاية، مما يشير إلى أن معظم كبار السن إما يعيشون في المنزل أو لا يتلقون رعاية رسمية. تسلط هذه التغييرات الديموغرافية والتحديات التي يفرضها جائحة كوفيد-19 الضوء على الحاجة إلى دعم شامل للرعاية طويلة الأجل يشمل الخدمات الرسمية والاتصالات الاجتماعية والمشاركة الاقتصادية لكبار السن.

منهج الدراسة

للحصول على نظرة ثاقبة حول خدمات الرعاية المنزلية المتاحة في القاهرة ودور مختلف أصحاب المصلحة في دعم كبار السن، تم إجراء دراسة مختلطة الأساليب باستخدام نهج التنمية المجتمعية القائمة على الأصول (ABCD). تم جمع البيانات من خلال المقابلات التقديرية ورسم خرائط الأصول، بمشاركة أصحاب المصلحة مثل المنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة ومقدمي الرعاية والهيئات الدينية وكبار السن وأسرهم. هدفت الدراسة إلى التعرف على الأصول داخل مجتمع الرعاية المنزلية وفهم التحديات التي يواجهها مقدمو الخدمات وكبار السن.

تحديد الأصول والتحديات

حددت الدراسة الأصول المختلفة داخل مجتمع الرعاية المنزلية، بما في ذلك الموارد البشرية، والمهارات، والجمعيات التطوعية، والمؤسسات، والأصول المادية، والاتصالات الاجتماعية. ومع ذلك، تم تحديد العديد من التحديات أيضًا، مثل ضعف كبار السن في الرعاية المنزلية، ونقص التعاون بين أصحاب المصلحة، ومحدودية الجمعيات الشعبية، وغياب سلطة حاكمة أو إطار تنظيمي. وأدت هذه التحديات إلى تشغيل بعض الكيانات دون تنظيم، مما قد يؤثر على جودة الرعاية المقدمة.

التحليل المكاني والتوصيات

استكشفت خرائط نظام المعلومات الجغرافية (GIS) العلاقة بين العرض والطلب على خدمات الرعاية المنزلية في القاهرة. وكشفت الخريطة الأثر الاقتصادي والثقافي على الخدمات القائمة، وسلطت الضوء على العلاقة بين معدلات التوظيف والتعليم والطلب على الرعاية المنزلية. وبناء على النتائج، تم اقتراح العديد من التوصيات المتعلقة بالسياسات والممارسات.

تم تحديد تحسين الإدارة باعتباره جانبًا حاسمًا، يتطلب وضع قوانين ولوائح ومعايير جودة فعالة لخدمات الرعاية المنزلية. وأوصى بالتعاون والشراكات بين القطاعين العام والخاص والدولة لتعزيز قاعدة الأصول وتعزيز تقديم الخدمات. كما تم اقتراح اعتماد التدريب من خلال الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية لتعزيز مهارات مقدمي الرعاية وتحديد أولويات المكونات النفسية والاجتماعية للرعاية. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الدراسة على الحاجة إلى تصميم الخدمات لتناسب الاحتياجات الفردية، والاستفادة من المنصات عبر الإنترنت، وزيادة المعرفة الرقمية، وتوفير أنشطة إضافية لمكافحة آثار العزلة. وتم تسليط الضوء على تعزيز الجمعيات الشعبية والمجتمعية وتعزيز التعاون بين المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدينية وكبار السن أنفسهم كخطوة أساسية نحو توسيع نطاق خدمات الرعاية وتعزيز التضامن بين الأجيال. وأخيرا، تم اقتراح إشراك كبار السن في أنشطة جمع التبرعات وتوفير فرص التدريب من خلال المنظمات غير الحكومية والكيانات الأكاديمية لتسهيل التنمية الاقتصادية.

خاتمة

يتطلب تطوير رعاية المسنين في المنزل في مصر اتباع نهج شامل يشرك كبار السن ويعترف بهم كأصول قيمة. يمكن لمصر إنشاء نظام رعاية منزلية شامل وسريع الاستجابة من خلال تنفيذ التوصيات الواردة في هذه الدراسة، مثل تحسين الحوكمة، وتعزيز التدريب والاعتماد، وتصميم الخدمات بما يتناسب مع الاحتياجات الفردية، وتعزيز الجمعيات الشعبية، وتعزيز التنمية الاقتصادية. سيضمن هذا النظام رعاية ودعمًا شخصيًا عالي الجودة لكبار السن، وتعزيز التماسك الاجتماعي، وتمكينهم من التقدم في السن بكرامة مع المساهمة في المجتمع.

إقرأ الدراسة كاملة هنا.

يمنى الطويل
+ المشاركات

يمنى الطويل هي أستاذة مساعدة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. حصلت على درجة الماجستير في علم نفس المجتمع، مع التركيز على قضايا كبار السن. خلفيتها في علم نفس المجتمع وعلوم الكمبيوتر. وهي مهتمة بشكل خاص بأنظمة الرعاية والإنصاف والاحتياجات غير الملباة. وهي مستشارة وتدعم بشكل فعال العديد من العملاء في مصر ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأخرى. وفي عملها في مجال علم النفس المجتمعي، عملت مع مجموعات مختلفة، بما في ذلك كبار السن والأطفال المتنقلين وضحايا الاتجار والرعاية البديلة. وهي أيضًا جزء من مشروع إصلاح الرعاية الاجتماعية التابع لمنظمة اليونيسف في مصر.

arArabic